تمهيد:
أحدثت التطورات الهائلة في مجال الإلقاح المساعد في السنوات الأخيرة ثورة في مجال علاج العقم الذكري, والذي كان يعتبر منذ بضعة سنوات الحالة الأكثر صعوبة في هذا المجال.
حاليا يمكن القول أن كل حالات العقم الذكري تقريبا يمكن التعامل معها بطريقة أو بأخرى من الإلقاح المساعد.
لدينا عمليا ثلاث مجموعات رئيسية من تقنيات الإلقاح المساعد:
1. الإمناء Insemination :
هذا المصطلح يشير لمجموعة من التدابير التي تقوم بنقل النطفة إلى الأنثى , الهدف من ذلك هو زيادة تركيز النطاف المخصبة في محيط البيضة ضمن نفير فالوب خلال وقت الإباضة.
2. الإلقاح في الزجاج In vitro fertilization :
تؤخذ البيضة قبل الإباضة من الجريب الناضج في المبيض وتوضع في وسط صناعي مع النطفة حيث يحدث الإلقاح والمراحل الباكرة من التطور الجنيني , هذه الطريقة تسمح للطبيب بمراقبة أفضل للالقاح وللمراحل الأولى من تطور الجنين وتقييم مدى توافق النطفة والبيضة.
3. الإلقاح المساعد مجهرياً Microassisted fertilization:
هذه الطريقة تسمح بالتغلب على العديد من المشاكل المتعلقة باختراق النطاف للبيضة, حيث تستخدم طرق تحكم مجهرية لوضع النطاف بالقرب من البيضة أو حتى ضمن البيضة.
وبذلك يمكن التغلب ليس على شذوذات تركيز النطاف وشكلها فقط بل أيضا على الشذوذات التشريحية في الخصية و البربخ والأقنية الناقلة للنطاف.
يعتبر أي علاج للعقم فعالاً إذا زادت نسبة حدوث الحمل معه عن نسبة حدوثه في حالة العقم غير المعالج.
تتعلق فرصة حدوث الحمل الطبيعي بعدة عوامل من أهمها طول فترة العقم: حيث أن الدورات المبيضية الثلاث الأولى بعد الزواج تتمتع بأعلى احتمال لحدوث الحمل( حوالي 20-25 %) لكل منها (شرط عدم استخدام وسائل منع الحمل) أما في الدورات اللاحقة فتنخفض هذه النسبة تدريجياً حتى أنه بعد 12شهر يصبح احتمال حدوث الحمل حوالي 0,75-3,97 % لكل دورة.
عموماً في حالات العقم الخاضعة للعلاج بالإلقاح المساعد غالباً ما نضطر لإعادة محاولات العلاج عدة مرات وبالتالي فمن الوارد أن يحدث خلال تلك الفترة حمل عفوي لا علاقة له بالعلاج المتبع.
وفي دراسة تضمنت 141 مريض خضعوا للإلقاح المساعد وتمت مراقبتهم لمدة 24 شهر كانت نسبة ما حدث من حمول عفوية 12,1%.
إذاً عند تقييم مدى فعالية الإلقاح المساعد في العلاج يجب أن تقارن مع نسب حدوث الحمل العفوي خلال نفس الفترة الزمنية.
إذا طول فترة العقم مشعر هام لإنذار هذا العقم، فالذين عانوا من عقم ثابت لمدة طويلة لديهم فرصة أقل لحدوث الحمل العفوي.
ثمة عامل آخر هام لتقييم إنذار العقم وفعالية الإلقاح المساعد وهو ترافق عدة عوامل (أسباب) للعقم عند الأبوين ، فمثلاً أثبتت الدراسات أن فعالية الإلقاح في الزجاج IVF لدى مرضى لديهم عيوب في نوعية النطاف هي أعلى من فعاليتها عند وجود عوامل عقم إضافية لدى الأنثى الشريكة.
مع تحياتي ....... يتبع
الرئيسية 