جددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون معارضة بلادها للمساعي
الفلسطينية للحصول على عضوية الأمم المتحدة لدولتهم، وقالت إن هذه المساعي
لن تحقق شيئا الآن، في وقت يواصل فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته
في أميركا اللاتينية لحشد الدعم لهذه العضوية.
وأضافت كلينتون في مقابلة مع وكالة رويترز أمس أن دولا كثيرة تشرح
للفلسطينيين أن رسالتهم الرسمية التي سلمت في 23 أيلول الماضي وتطلب عضوية
كاملة في المنظمة الدولية لن تعطيهم دولة، وأن المسار الوحيد القابل
للتطبيق هو المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وتابعت "القضية الصائبة التي يجري توضيحها للفلسطينيين هي أن مسعى
الانضمام للأمم المتحدة لن يصل إلي شيء في المستقبل المنظور، وحتى إذا وصل
إلى شيء فإنكم لن تحصلوا على دولة من خلال الأمم المتحدة".
وأضافت قائلة "وعليه فإنكم فعلتم ما تحتاجونه لإظهار جدية هدفكم، وعليكم
الآن أن تعودوا إلى المفاوضات، حيث يمكنكم في الواقع أن تبدؤوا الحديث
بشأن الحدود"
وأصدرت اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط (الاتحاد
الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة والولايات المتحدة) بيانا في 23 أيلول
الماضي يدعو الجانبين إلى عقد اجتماع أولي في غضون شهر للتمهيد لمفاوضات
سلام موسعة.
وفي وقت سابق أمس قالت كلينتون إنها "يحدوها أمل كبير بأن الجانبين
سيوافقان على هذا". وفي المقابلة مع "رويترز" قالت كلينتون إنها تأمل أن
يعقد الاجتماع بحلول نهاية الشهر الحالي.
في هذه الأثناء وصل الرئيس الفلسطيني إلى فنزويلا أمس، حيث التقى الرئيس
هوغو شافيز، وذلك في إطار جولة إقليمية لطلب دعم انضمام دولة فلسطين في
الأمم المتحدة.
وقال شافيز أثناء استقباله عباس في القصر الرئاسي "أدعو جميع أبناء الشعب الفنزويلي إلى دعم قضية الشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "الفلسطينيين ومنذ قيام دولة إسرائيل قبل 63 عاما وهم يتعرضون
للقمع والغزو والقصف والاعتداءات وقرارات الأمم المتحدة ضدهم، ولكن
الاعتراف بفلسطين أمر لا مفر منه".
وأوضح قبل استقباله عباس بالمراسم العسكرية والرسمية "لدينا سفير في
فلسطين، تمنعه إسرائيل من الدخول إلى الأراضي المحتلة". وانتقد من جهة أخرى
موقف الولايات المتحدة "التي عرقلت قرارات مجلس الأمن الدولي 43 مرة بهدف
حماية إسرائيل".
ويقوم الرئيس الفلسطيني حاليا بجولة دولية لحشد الدعم لعضوية المنظمة
الأممية، وكان وصل الجمعة إلى أميركا اللاتينية. ووصل إلى فنزويلا أمس
قادما من كولومبيا حيث التقى في بوغوتا رئيسها خوان مانويل سانتوس الذي أكد
أن بلاده -العضو غير الدائم في مجلس الأمن- لن تعترف على الفور في الأمم
المتحدة بدولة فلسطينية.
وقال سانتوس "نريد قيام دولة فلسطينية، ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يكون
نتيجة تصويت في الأمم المتحدة أو نتيجة قرار، وهذا الأمر يجب أن يكون ثمرة
تفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لأن التفاوض هو الطريق الوحيد للتوصل
إلى السلام".
وعرض سانتوس القيام بمساع حميدة لتوفير الشروط الملائمة من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
يذكر أن كولومبيا عضو غير دائم في مجلس الأمن وهي أحد الأصوات التسعة
(من أصل 15) الضرورية في غياب أي حق للنقض(الفيتو) للحصول على اعتراف
بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة.
وسيلتقي عباس الرئيس الفرنسي نيكولا ساكوزي بعد غد الجمعة في باريس.