عادل عبدالله القناعي
يستغرب المرء مما يرى ويشاهد على صفحات الإنترنت والتلفاز من أعمال استفزازية ثورية، قد تكون فى بعض الأحيان صحيحة وقد تكون خاطئة، فلا نعلم الصواب والحقيقة إلا بعد أن نضع مقياسا نقيس به حرارة العالم، وكذلك قد يستغرب المرء ما يدور حوله من خداع ونفاق لعقول البشر. قد تأخذنا الأفكار وتسيطر علينا الأهواء مما نسمع ونشاهد من هنا وهناك، ولكن أليس من المنطق أن نقف إجلالا وإكراما لبعض الثورات التي قد تكون متشربة بالظلم والاستبداد، وأن نقف معها لترى نورا مشرقا جميلا يبدأ بوصول المرء إلى العيش الجميل ولقمة هنيئة وكريمة، وكرامة محفوظة يعيش بها طول الدهر؟! ومع أن هذا المنطق صعب تحقيقه في أوطاننا العربية، ومن سابع المستحيلات، فها هم راكبو السلطة لا يتحركون عن كراسيهم المخملية، وكل يوم يتشبثون بها ضاربين بكل دموع الأيتام ودماء الأبرياء من البشر الذين كان همهم وطموحهم الوحيد هو الحرية عرض الحائط، فما تلك الحرية التي يستذبح عليها الإنسان ويقتل؟ هل هي ثمينة لهذا الحد؟ قد يستغرب المرء أحيانا لماذا شواطئ الحرية تطرق أبواب الفقراء والمظلومين والعاطلين عن العمل؟ ولماذا تعشق هذه الفئة من البشر وتترك آخرين؟ أوليس للحرية طريق أو باب إلى أولئك الذين يسمون أنفسهم أصحاب الملايين والمليارات وأصحاب الأراضي الشاسعة؟ قد يتساءل المرء لماذا لا تعشقهم تلك التي تسمى الحرية أم أنها منبوذة عند تلك الطائفة؟
هل سيأتي يوم نرى فيه المعقدين فكريا وعقليا يتمنون الهروب أو الاستسلام لهذا الكابوس المفزع الذي يسمى الحرية، والذي سيأتي ليهز عروشهم المزورة، إن شاء الله، ويلطخ أسماءهم القذرة، ويكسر غرورهم وكبرياءهم التافه، أليست ثوراتنا هي مطلب حق لكل إنسان عربي فخور بنفسه وبكرامته، فليعلم كل جبار متسلط أن يومه قريب.
ومع اعتذاري الشديد لثورات شجاعة وباسلة في معظم اقطار الوطن العربي , فإنه ما من ثورة قامت ونجحت بإسقاط أحد الجبابرة أو دكتاتور ظالم، إلا جاء من هو أعظم بلاء وتسلطا، أو ليست ثوراتنا العربية كما يزعم لها البعض أنها ثورة شباب فأين الشباب؟
ماذا سيجني الشعب من قيام هذه الثورات؟
في اعتقادي واعتقاد كثير من الخبراء أن الفقر والجهل والقتل والتسلط هي سيدة الموقف، فالبلاء أكبر يا إخواني، فلنحسن اختيارنا لثوراتنا، بحيث تكون سلمية إلى أبعد الحدود، وفيها مطالب شعبية تحقق الزهو والنمو والتطور لبلداننا العربية، ولنبتعد عن كل الثورات المصطنعة والتقليدية التي غالبا ما تكون نهايتها القبر ومزبلة التاريخ.